تحتوي قبة أحمد باشا طاهر-التى كانت تقع بجوار ضريح ومسجد السيدة زينب بمدينة القاهرة ونقلت إلى جوار مسجد حسن باشا طاهر ببركة الفيل بحي السيدة زينب سنة 1965م- على ثلاث تراكيب رخامية بديعة لم تُدْرَسْ من قبل تَعود لأحمد طاهر باشا صاحب الضريح المتوفى سنة 1233هـ/ 1818م، وابنه طاهر بك المتوفى سنة 1236هـ/1821م، وبنته خديجة خانم المتوفاة سنة 1236هـ/ 1836م، وهذه التراكيبُ وشواهدُها تعكسُ الثراءَ الزُّخْرُفِيَّ والطِّرَازَ الفنيَّ السائدَ آنذاك المتأثرَ بالفنونِ العثمانيةِ، وأهمُّ ما تمتازُ به هذه التراكيبُ الرخاميةُ احتواءَها على نُصوصٍ كتابيةٍ نثريةٍ وشعريةٍ باللغةِ العثمانيةِ التركيةِ، وزخارفَ نباتيةٍ قريبةٍ من الطبيعةِ تُمثِّلُ رُسُومَ الفاكهةِ في أطباقٍ ومزهرياتٍ لها رَمْزيَّتُها الدينيَّةُ؛ لتكونَ فألًا ورجاءً أنْ يثابَ الميتُ، وتَشْمَلَهُ رحمةُ الله، ويدخلَهُ الجنةَ التي وصف اللهُ –سبحانه- ثمارَها من العنبِ والرمانِ في القرآنِ الكريمِ، وتُعَدُّ هذه التراكيبُ الرخاميةُ وعناصرُها الزخرفيةُ وشواهدُها ومضاهاتُها من الموضوعاتِ المُهمَّةِ في مجالِ الدراساتِ الآثارية، ومن خلالِ نشرِ القراءةِ الصحيحةِ لهذه النصوصِ ومقارنتها مع مفرداتٍ وردتْ في نصوصٍ مشابهةٍ ومعاصرةٍ من نفسِ الفترةِ في العالم الإسلامي يُمْكِنُ الوصول إلى الصيغ التي تم إتباعها في تسجيل النصوص آنذاك؛ فضلاً عن تحديد سمات الخط المنفذ الذي كتبت به النصوص.